أين يصطف مشاهير إيران من تحركات الشارع؟
عباس علي موسى، للنشرة الأسبوعية في “جادة إيران
في الكثير من القضايا السياسيّة أو ذات الخلفيات السياسيّة يصوم المشاهير والفاعلون في الشأن الثقافي، سينمائيين كانوا أم فنانين أم كتّابا أو موسيقيين، عن الانخراط في إبداء المواقف، ويفضّلون البقاء في مربّعهم والتعامل مع المشاكل التي تعترضهم أكثر من أي شيء آخر، وهي تكفيهم وانشغالاتهم اليومية، وبخاصة هذا الوسط الثقافي الأدبي في الداخل الإيراني، في قضية مهسا أميني، صار الحديث عن المسبّب والأسباب التي أدت إلى وفاتها في خلفية ما نتج عنها، فالشارع الإيراني تحوّل إلى مؤيدين ومعارضين ليس للحجاب أو ضدّه فقط، بل صارت هذه جزئية من الأمر، لكن ولأن وطئة الواقع اليومي صعبة، فقد خرجت كلّ الأزمات سواء الحياتية اليومية أو المتعلّقة بالحريات العامة ومنها قضية فرض الحجاب، والحديث حول أدوار الشرطة الاخلاقية وغيرها من القضايا.
في الكثير من القضايا السياسيّة أو ذات الخلفيات السياسيّة يصوم المشاهير والفاعلون في الشأن الثقافي، سينمائيين كانوا أم فنانين أم كتّابا أو موسيقيين، عن الانخراط في إبداء المواقف، ويفضّلون البقاء في مربّعهم والتعامل مع المشاكل التي تعترضهم أكثر من أي شيء آخر، وهي تكفيهم وانشغالاتهم اليومية، وبخاصة هذا الوسط الثقافي الأدبي في الداخل الإيراني، في قضية مهسا أميني، صار الحديث عن المسبّب والأسباب التي أدت إلى وفاتها في خلفية ما نتج عنها، فالشارع الإيراني تحوّل إلى مؤيدين ومعارضين ليس للحجاب أو ضدّه فقط، بل صارت هذه جزئية من الأمر، لكن ولأن وطئة الواقع اليومي صعبة، فقد خرجت كلّ الأزمات سواء الحياتية اليومية أو المتعلّقة بالحريات العامة ومنها قضية فرض الحجاب، والحديث حول أدوار الشرطة الاخلاقية وغيرها من القضايا.
كان للأحداث ولا تزال في إيران وامتدادها دور في خروج بعض المشاهير والعاملين في الشأن الثقافي والفني بآراء داعمة للاحتجاجات، أو دعم “الضحيّة” مهسا أميني، ومنها آراء اصطفافية لتيار سياسي أو منحازة لقيم الحريات العامة، أو غير ذلك، ويمكن إيراد مجموعة من هذه المواقف التي دعم فيها هؤلاء للاحتجاجات في الشارع، ويمكن هنا إيراد أغنية الفنان الإيراني ذائع الصيت معين أصفهاني الحزينة عن مهسا أميني حيث نشرها على منصات وسائل التواصل الاجتماعي مع منشور يقول فيه “نحن جميعا نشكّل إيران واحدة، والشعب الإيراني يستحقّ الأفضل” وتقول كلمات الأغنية من شعر فریدون مشیري:
الدمع في عيني
والحسرة غصة في حلقي
في هذه الأيام العصيبة أتجرّع كأس السم
كيف لي أن أصدّق موتها
ليس الحديث عن ورقة ذبلت
إنّهم يحولون الغابة إلى صحراء،
ويخبؤون أيديهم الملطخة بالدماء عن أعين العالم
ومن جانبه شارك المخرج أصغر فرهادي الحائز على جائزة أوسكار مشاعره حول أميني، حيث نشر في حسابه الرسمي على انستاغرام:
“منذ أن قرأت أخبارك أمس، أشعر بالقلق، وأشعر بالاشمئزاز، هذه المرة مع نفسي.
أنت مستلقية على سرير المرض في المستشفى، لكنك مستيقظة أكثر من أي شخص آخر ونحن جميعًا في غيبوبة.
نحن مستسلمون للنوم ضد هذه القسوة اللامتناهية. نحن شركاء في هذه الجريمة.”
كما قام بنشر فيديو يتحدّث فيه عن الاحتجاجات في إيران، وجاء في الفيديو دعوته إلى دعم هذا الحراك، حيث قال:
“من خلال هذا الفيديو، أدعو جميع الفنانين والمخرجين والمثقفين والنشطاء المدنيين من جميع أنحاء العالم وجميع البلدان، وكل من يؤمن بالكرامة الإنسانية والحرية للوقوف متضامنًا مع النساء والرجال الأقوياء والشجعان في إيران، من خلال فيديوهات أو منشورات أو بأي طريقة أخرى”.
وقال بهروز بوجاني – وهو الكاتب الحائز على عدة جوائز في استرالية – على حسابه الرسمي في تويتر بتغريدة مثبّتة (نحذّر “إيران انترناشيونال” ووسائل الإعلام الأخرى من تجيير الحراك التاريخي في إيران وتسييسه ومصادرته لصالح تيار سياسي، وسنرد بأقسى الطرق، لقد اختار الشعب الإيراني مصيره، الديمقراطية المتمحورة حول المرأة)، وقد أبدى دعمه للاحتجاجات في تغريدات عديدة.
أما لاعب المنتخب الإيراني الشهير علي كريمي، فقد دعم الاحتجاجات في تغريدات عديدة، حيث قال في إحداها، تعليقا على قطع بعض خدمات الانترنت في إيران:
“في العام 1979 لم يكن هناك انترنت مثل الآن، لكن الناس كانوا متحدين مع بعضهم البعض كما اليوم” في إشارة إلى الثورة الإيرانية.
وأبدت الممثلتان ترانه علي دوستي وباران كوثري دعمهما للاحتجاجات في منشورات على الانترنت، فيما اختارت بعض الممثلاث نشر صورهن بدون حجاب دعما للاحتجاجات، مثل كتايون رياحي، وشيوا إبراهيمي، وشبنم فرشادجو، ومريم بوباني، بينما قامت الفنانة أناهيتا همتي بقص شعرها في فيديو.
وتتعدّد الأسباب التي تؤدي لعزوف الكثير من المشاهير في الإيرانيين عن الإدلاء بآرائهم بشكل واضح وصريح، وليس أهمّها الخوف من الاعتقال أو المضايقات، بل إنّ الاستقطابات السياسية التي تحاول تجيير أي حِراك مهما كان عفويا أم لا إلى جانبه، ويفضلون العمل على مواقفهم ضمن أعمالهم الإبداعية.