أصابعي سنونواتٌ طائشة
أصابعي سنونواتٌ طائشة – عباس علي موسى
أصابعي سنونواتٌ طائشةٌ والحقل فخاخٌ، كلّما مررت به تتفجّر الفخاخُ أقحوانات.
قدماكِ الصغيرتان لا تُجيدان التعثّر بي كما ينبغي، وأنا أبحثُ من يستلُّ منّي سكينتي فيشطرَ بها قلق الماء عن مناقير السنونوات.
كائناتٌ أخرى تمرُّ في خاطري، تلملمُ عن أجنحتي السموات.
ومرة أخرى يمرّ حامل الورد سريعا لم تصطدهُ عيناي، لكن عبيره مدّ خيطا على طول الطريق.
وحده عبير وردة يقود رغبتي، وأنا الآن أنتظرُ طفلا لاهيا.
الوردُ إذ يبعثرُ أوراقه. هي إحدى ألعابه في كلّ نيسان.
وأنا أنتظركِ أعدّ خُطى العشاق التي تعبق طيشا وحبّا، على هذا الجسر الذي يعتلي حقول الأقحوان.
الجسور قاماتٌ باسقةٌ تعتلي كلّ شيء حتى المدينة، لكنّها تستفلُ انتظاري.
الجسور قاماتٌ باسقةٌ تعتلي كلّ شيء حتى المدينة، لكنّها تستفلُ انتظاري.
في انتظاركِ كلّ أنثى تمرّ تحملُ شيئا من ألقي وتمضي، وفي غيابكِ يأتيني صوتكِ عبر ثقوب الأثير.
كان صوتكِ الغائمُ من ثقوب الأثير مثل عودِ ثقاب أضاء للحظة ثمّ انطفئ، لكنّه أنار كلّ ما في داخلي بآلاف أعواد الثقاب…
ما الذي يجمعُ الغياب بالانتظار.
الانتظار غياب موقوت بانفجار اللقاء، فيما الغياب اشتهاءٌ دون حدود وقلقٌ محفوف بالعدم.
لا أعرفُ لم تهاجر السنونوات. لو أتيح إليّ لبادرتُ أحدهم – مثقفاً بعلوم الطير – عن هجرتها.
إن السماء التي تعتلينا نحنُ – أنا وهي – تبدو شحيحة الأجنحة كأمطارنا في السنين العجاف.
لا أعرف لما أحتكر السماء هكذا، لو أتيح لنا أن نتملّكَ من السماء هذه الرقعة التي تعتلينا لاشتريتها، وسأدفع إذن إلى الملائكة الموكلة بضع نصوص مليئة بالحب، ولتكن لنا السماء.
سأدفع إذن إلى الملائكة الموكلة بضع نصوص مليئة بالحب، ولتكن لنا السماء
أليس هذا ما تبغينَ؟
كنتِ ستجيبين بنعم لو أنّك علمتِ أنني بائع ألق ولكني لا أمتلك شبراً من أي أرض أو سماء.
وكنتُ سأجلبُ بضع خواتم من نور هدية لحبّنا.
كلمات بوسع السماء واكثر
الكلمات هي أجنحتنا أبدا
الكلمات لا تمتلك أجنحة إلا حين يقرأها من يهبها النور
سلمت أناملك أخ عباس
تسلم صديقي أحمد الغالي. ربنا يوفقك ويحميك