من “حي الكفار” إلى “حي الأرمن”.. ترجمة مجموعة للقاص الأرمني “مكرديج ماركوسيان” إلى العربية
جانو شاكر – الحلّ نت
أعلن القاص والصحفي “عباس موسى”، مؤخراً، عن ترجمته لمجموعة قصصية للكاتب الأرمني الأصل، التركي الجنسية، “مكرديج ماركوسيان”، تدور أحداثها في الحي الأرمني بمدينة “ديار بكر” التركيّة.
والمجموعة مؤلفة باللغة التركية بعنوان “حيّ الكفار” (Gavur Mahallesi) ، ترجمها الكاتب الكردي كاوا نمر إلى الكردية بعنوان “حيّ المسيحيين” (Taxa Filla)، فيما ترجمها “موسى” عن الكرديّة إلى العربيّة بعنوان “حيّ الأرمن”.
وقال موسى لـ(الحل نت)، إن أهمية المجموعة «تأتي من ناحية اهتمامها بتفاصيل حي الأرمن بمدينة آمد (ديار بكر) التاريخية، في حقبة زمنية تمتد من الخمسينات وحتى الثمانينات، كما أنها تتناول علاقة الكرد والأرمن فيها».
وأردف المترجم أن «المجموعة تنتمي إلى ذلك النوع من القصص التي تسير على عدّة خيوط متوازية، فإضافةً إلى قوّة السرد، يلجأ الكاتب إلى الاستغراق في التفاصيل بُغية رسم مشهدٍ غارقٍ في المحلّية، ليدعَنا نعيش مع أبطاله شطراً من حياتِهم».
وأشار “موسى” إلى أن الكاتب «يستثمر في المكان ويجعله محوراً، إذ ثمة توثيقاً دقيقاً للمكان، وثمة دهشة يُزيح عنها “ماركوسيان” السِتار مشهداً مشهداً، وخاصّةً بالنسبة لقارئ غريب».
وأردف، أن القارئ «قد يجد في قصّة “مطر في شِشْلي” كيف تجرف الحياة الحديثة البساطة والطيبة والخير والبركة من المكان، وفي قصّة “خاجو” كيف يترك البطل المكان ويجتثُّ جذوره».
«بالنسبة لمجتمع الأرمن، للمكان دلالات أعمق من مجرّد مكان ولادة، فهي تعني هنا الهوية والوطن والذكريات»، بحسب “موسى”.
موضحاً، أن «أحد تمظهرات المجازر الأليمة التي تعرّض لها الأرمن بدايات القرن العشرين على يد العثمانيين كان الإزاحة عن المكان، لذا نجده مختلفاً عن خصوصية المكان وتوثيق التفاصيل الدقيقة له كما هي عند “نجيب محفوظ” مثلاً. المكان هنا يُساوي الوجود».
وحول اختياره عنوان “حي الأرمن” بدلاً عن “حي الكفار” الذي يعتبر العنوان الأصلي للمجموعة بنسختها التركيّة، يقول “موسى”، إن «”ماركوسيان” اختار الاسم الأكثر صدمة للقارئ وما يحمله من دلالة تمييزية، وخاصةً لأولئك الذين يقرؤون الكتاب في سياق معرفيّ بالمكان وارتباطاته العديدة، لا سيّما بالسياسيّة».
بينما اختار هو عنوان “حي الأرمن” «لكون قرّاءها بالعربيّة سيكونون خارجين عن تلك السياقات، أو لا يعرفونها بالقدر الكافي لتصدمَهم، ثمّ أنّ الأرمن في مختلف البلدان التي عاشوا فيها كحرفيين مَهَرة صارت لهم أحيائُهم التي تُعرف باسم “حيّ الأرمن”».
ومن المتوقع أن يكون الكتاب بين أيدي القرّاء قريباً عن “منشورات نقش” و”دار شلير للطباعة والنشر”، وهما مؤسستان محلّيتان للنشر مقرّهما القامشلي.
وينشط “موسى” في المجالين الثقافي والصحفي منذ عام 2011، وله مجموعة قصصية باسم “شامبو برائحة التفاح”، وكتاب “القناص”.
كما نشر “موسى” عشرات المقالات الأدبيّة في الصحافة اللبنانيّة والسوريّة، الكرديّة منها والعربيّة، إضافةً لعدد من الدراسات الأدبية والتحقيقات الصحفية.