شامبو برائحة التفاح
“شامبو برائحة التفاح” هي مجموعة قصص قصيرة تنتمي إلى مرحلة الانهيارات الداخلية في المكان، وزمن الخوف والرعب الداخليين، يرسم ملامح العنف حينا والانكسار حينا آخر بقسوة بادية كما في قصة “عري الخوف”، فيما يجتازه وكانكفاء على الذات إلى سرد بعض اليوميات تشبه سيرة ذاتية لأبطالها كما في “شامبو برائحة التفاح”.
تميل قصص المجموعة إلى التكثيف في سردها، لترسم ملامح للمكان على عجل، لصالح رسم دواخل شخوصها والاقتراب من سبرها، من سحرية حالومية، إلى واقعية تحفل بالعاطفة، بل والإفراط فيها، يستطيع القارئ التنقّل بين قصص المجموعة، وكأنّما يسير في شارع بغير مدينة مغمض العينين، حيثُ يغدو المخيال القصصي سمة بعض القراءة/ السير، فيما يمكن رصد بعضها بعينين حصيفتين، وإعمال السمع في بعضها لالتقاط بعض الحالات خلف الجُدُر.
لا يمكن قراءة قصص المجموعة في جلسة واحدة دون أن يتعب القارئ من شروده في المعنى/ السرد.
“شامبو برائحة التفاح” مجموعة تُعنى بمرحلة استشراف التغيير والصراع، عبر رصد تداعيات ركود ما تحت الرماد في مجتمع استكان طويلا، وكأنّما طائر بجناحين مهيضين كما في عصفور “المدينة مخنوقة”.(لم تستطع الشمس أن توقظه من غيبوبته، على الرغم من أنّها عصرتْ عليه غيمة بأكملها، عندها عرفتْ بأنّه قد مات. فأمرتِ الريحَ باجتثاث المدينة من جذورها، والغيومَ بأن تُغرِقها؛ هاجَت السماء حتى عرّت المدينة من مدنيّتها، لكنّ العصفورَ ظلَّ في غيبوبته، حالما بأنّ جناحيه يطويان آلاف الأميال). “المدينة مخنوقة”
عباس علي موسى، شامبو برائحة التفاح، قصص قصيرة، من منشورات مؤسسة جارجرا للثقافة، قامشي، 2016