النسوية الدستورية: مؤسّسات الحركة النسائية في إيران

النسوية في إيران

مریم حسین‌ خواه / ترجمة: عباس علي موسى

نُشرت الدراسة في موقع حكمة للدراسات الفكرية والفلسفية

(مریم حسین‌خواه؛ صحفية وناشطة في مجال حقوق الإنسان في إيران ، وكانت مريم واحدة من المؤسِّسين والأعضاء النشطين في حملة المليون توقيع في إيران لدعم تغيير القوانين التمييزية ضد المرأة في إيران ، وقد عملت كعضو في هيئة التحرير في العديد من مواقع الحركة النسائية والصحف الإيرانية، وقد أكملت شهادة الماجستير من كلية الدراسات الشرق أوسطية في كلية ترينيتي، جامعة دبلن، وكتبت أطروحتها حول عقوبة الإعدام والشريعة الإسلامية: “إعدام النساء في إيران”).

كيف تشكّلت الحركة النسوية في إيران واستطاعت الخروج بها من الحرملك إلى المدارس والجامعات؟

كيف حصلت النساء في إيران على حقّ التصويت، وبعد أن حصلن على بعض التغيير في القوانين لصالحها، لم فقدن الإنجازات كلّها دفعة واحدة؟

قبيل انتصار الثورة الدستورية كانت محترم اسكندري في ريعان شبابها، عرفت لاحقا كمؤسّسة لأكثر الجمعيات النسائية تأثيرا في إيران ، وقفت في جمع من الرجال من أصدقاء والدها (حيث كانوا أعضاء في المجلس الدستوري)، وسألت: (ما الذي تفكّرون به بعد انتصار الثورة فيما يخصّ حقوق المرأة؟).

ميرزا طاهر، أحد المثقّفين البارزين من أولئك الرجال، الذي ربّما لم يتوقّع سؤالا كهذا في خضم الثورة، قال: (من الآن فصاعدا، عليكِ أن تفكّري في حجابك، الذي يبدي بلوغك!)، أجابت: (الآن بعد كلّ شيء، أعلم أنّ من يفكّر كالعصر الملكي فلن ينجح أبدا في الثورة). جلس ميرزا طاهر وقال مازحا: (نصف الشعب الإيراني لا يمكن أن يكون جزءا ومساهما في نتائج الثورة ولا يعرف حقوقه ليطالب بها).[1]

الحقيقة هي أنّه وبعد انتصار الثورة الدستورية، لم تشارك النساء في نتائج الثورة، كما  ردّ ميرزا طاهر على إسكندري، لم يتم منح النساء حقّ التصويت، ليس هذا فحسب، بل لم تحصل على قوانين لصالحها أيضا، فكنّ لا يزلن متشحات بالجادر “خمار يغطي الجسد”، جادر بسيط وبلون واحد وأنيق، تغطيها حتى أخمص القدم، وتلفّها على تنورة وبنطال قصير.

تاج السلطنة ابنة ناصر الدين شاه قاجار، تصف في مذكراتها وضع المرأة في تلك الحقبة:

(من المؤسف أن تكون النساء الإيرانيات مفصولات عن الجنس البشري، وتعيش مع البهائم والوحوش، ويعشن في سجن بائس ويائس من الصباح حتى المساء، ويعانين من توتر شديد وحظ عائر، ويقضين العمر هكذا. فحياة النساء الإيرانيات تتكوّن من شيئين: في الخارج وأثناء التنزه حجاب مخيف أسود وكأنه للعزاء، وفي الموت كفن أبيض).[2]

ومع ذلك، فالنساء خرجن مع كلّ حجابهنّ ونقابهنّ الذي يغطيهنّ، ورفعن أصواتهنّ، وكان أول ما رفعوا أصواتهنّ في العام 1890 في ثورة التنباك، وبعد قيام الثورة الدستورية سمِع صوتها أكثر:

من الاعتصام في مرقد عبد العظيم للدفاع عن علماء الثورة الدستورية 1905 وحتى حضور الدستوريين في آذربيجان 1911، حيث جمعوا الأسهم من البنك الوطني عن طريق بيع مجوهراتهم، ومقاطعة البضائع الأجنبية 1906، وأعطوا الإنذار للبرلمان في قصة مورغان شوستر 1911.

على الرغم من أهمية هذه المشاركة السياسية والاجتماعية الأولى للمرأة في الحركة الدستورية والاحتجاجات التي أدت إليها، لا يمكن ادراج هذه المشاركة في حساب الحركة النسائية، التي لم تحدث بعد.

كذلك ينبغي أن لا ننسى أن ما هو مدوّن ومؤرخ يقول: (هذا الوجود لم يكن دائما “حضورا تقدميّا”، فغالبا ما تأثرت النساء وخاصة في المراحل الأولى من الثورة الدستورية بالقادة الدينيّين[3] وأحيانا  “بالرجعية” وغلب على حضورها في “الجانب الثوري”).

ومع ذلك فإنّ الباحثة في شؤون المرأة بروین بایدار تنبّه إلى أنّه (كان لمشاركة المرأة في الأنشطة السياسية والاجتماعية في إطار محدد، وأنشطة النساء لكسر وتغيير ذلك الإطار، تأثير متبادل).[4]

فالنساء اللاتي خرجن إلى الشوارع في الحركة الدستورية، لم يعدن إلى منازلهن بعد إعلان الدستور، بل طالبن بإنشاء مدارس للبنات ورابطات نسائية ومنشورات نسائية تطالب بتغيير أوضاعهن.

كانت انتفاضة النساء كما قالت جانيت عفاري، وهي واحدة من القلائل من المؤرخين الذين درسوا التاريخ الثورة الدستورية، وأبدت اهتماما خاصا بوضع المرأة في هذه الفترة، وقيل إنّها تأثرت بالثورة الروسية عام 1905، التي حقّقت المساواة للمرأة في الجار الشمالي، كما تأثرت انتفاضة المرأة الإيرانية بحركة بوبي في منتصف القرن التاسع عشر؛ حركة بوبي التي دعت في ذلك الوقت إلى الإصلاح الديني والمزيد من الحقوق الاجتماعية للنساء.

أدت الأنشطة السياسية والاجتماعية لطاهرة قرة العين[5] والمشاركة النشطة للمرأة في النضالات في زنجان إلى خلق مفهوم جديد للمرأة في الرأي العام، وكانت فعالة في نهوض المرأة الإيرانية.[6]

أعلنت الانتفاضة بعد الثورة الدستورية وتصديق الدستور في عام 1906، مع إنشاء الجمعيات والمدارس والمنشورات النسائية.

الجمعيات النسائية السرّية، أولى خطوات التنظيم

مع انتصار الثورة الدستورية وتصديق الدستور، أقدمت بعض النساء اللاتي خرجن من النضالات التي قادت إلى الدستور بإنشاء الجمعيات للمطالبة بحقوقهن، وأولى الجمعيات النسائية، مثل الجمعيات السياسية السرّية التي شكلها رجالات ومفكّرو الدعوة الدستورية قبل الثورة الدستورية، حيث كانت هناك دعوات سرّية.

جمعية “حرية المرأة” من الجمعيات السرية الأولى، حيث كانت تعقد اجتماعاتها لمرة واحدة خلال أسبوعين، بشكل سرّي في الحدائق أطراف طهران، طبعا هذه الجمعية لم تقتصر على النساء فقط، بل كان بإمكان الرجال الحضور مع قريباتهنّ، لكن دون أن يتحدّثوا أثناء الجلسات.

سعت حرية المرأة من خلال عقد مناقشات سياسية واجتماعية، إلى إعداد النساء اللاتي لم يكن لديهنّ خبرة في نقاش هذه المسائل بحضور الرجال للعمل في الفضاء العام، وأعضاء هذه الجمعية كنّ في أغلبيتهنّ من العائلات السياسية، ونساء بارزات مثل صديقة دولت آبادي وشمس الملوك جواهر، اللاتي عرفن فيما بعد بنشاطهن في مجال حقوق المرأة، وبعض النساء من العائلة المالكة، مثل تاج السلطنة وافتخار السلطنة أختا ناصر الدين شاه، وبعض المبشّرين الأمريكيين منهنّ بارك جوردان وآنا استاكينغ بويس كن يحضرن جلسات الجمعية.

لم يطل عمر جمعية حرية المرأة كثيرا، بعد افتضاح خبر انعقاد أحد اجتماعاتها، وفرّ أعضاء الجمعية قبل وصول جمع غاضب مكوّن من رجال ونساء، وتوقّفت أنشطة الجمعية بعدها.[7]

وفقا لمورغان شوستر وهو مستشار أمريكي كان موجودا في أمريكا في تلك الفترة، كان هناك أكثر من عشرة جمعيات نسائية سرّية في طهران قامت بتنسيق عملها كلجنة مركزية.[8]

الاتحاد السرّي النسائي، وهي الرابطة النسائية الأكثر نشاطاً سياسياً في تلك الفترة، هي إحدى تلك الجمعيات السرية؛ منظمة ذات ميول ثورية، تطالب بالاعتراف بحقوق المرأة والمساواة في الحقوق السياسية والاجتماعية للنساء والرجال، هذه الجمعية وفي أول إعلان علني لها في تشرين الأول/ أكتوبر 1907 نشرت في صحيفة نداء الوطن وانتقدت الأوضاع الإدارية في البلاد:

(اتركوا أمور البلاد لنا أربعين يوما شريطة أن لا تعيبوا علينا، سترون أننا سننتخب المحامين، نختار الوزراء، نصحّح القوانين، نعيّن الحكّام، ونستأصل الظلم والاستبداد من جذوره).[9]

في تلك الأثناء لم تكن أنشطة النساء مقتصرة على طهران، ففي 8-1906 كانت هناك تقارير عن أنشطة لجنة المرأة في مدينة تبريز.

وكانت هذه اللجنة بالتعاون مع لجنة المرأة الإيرانية، التي تشكلت من قبل النساء والفتيات المنفيات في اسطنبول، قد أجرت اتصالات مع المحاكم الملكية البريطانية وألمانيا ومنظمات الدفاع عن حقوق المرأة في أوروبا، ودعوا إلى حمايتهنّ من الدستوريين في إيران .

بالإضافة إلى ذلك، أفادت المجلة الفرنسية نظرة إلى عالم الإسلام في فبراير 1906 إلى أنّ 150 امرأة في مدينة تبريز قد شكّلوا جمعية لمناهضة العادات القديمة البالية والمخالفة للتقدّم.[10]

إنشاء مدارس للبنات تحت ضغط المعارضة الدينية

في تلك السنوات تم إنشاء أولى مدارس البنات في إيران ، فعندما أنشأت مدرسة الإناث الابتدائية من قِبل بي بي خانم أستر آبادي[11] في سنة 1906، كانت دراسة النساء غريبة لدرجة أنّهم أطلقوا على هذه المدرسة بيت الدعارة وهاجموها في أحد المرات.

تقول خديجة أفضل وزيري، ابنة بي بي خانم، بأنّ منزل والدتها كان به 12 غرفة، وتفكر بافتتاح هذه الغرف الخالية كمدرسة للبنات، لكن بي بي خانم لم تكن قد رأت مدرسة في ذلك الوقت، ولا تعرف كيفية تقسيم الصفوف، لكن ابن بي بي خانم الذي كان قد درس في مدراس كازاخستان علّم أمه التقسيم المناسب للصفوف.

تم ترتيب الصفوف الدراسية بهذا الشكل: صفان من المقاعد والطاولات في طرفي الغرفة، وفي صدر الغرفة وضعت طاولة وكرسيّ خلفها للمعلّم، بطريقة تكون في مواجهة الأطفال، وتعليق خريطة جغرافية على الجدار.

بي بي خانم لم تكن راضية حتى هذا الحدّ، وأرسلت ابنتيها للدراسة في المدرسة الأمريكية في شارع قوام السلطنة، ليتعلّما كيفية إدارة الصفّ المدرسيّ، ويتعلّموا كيفية التعليم والتدريس أيضا، وخلال هذه الفترة حصلت على رخصة لافتتاح المدرسة من وزارة المعارف.

مدرسة بصفوف ثلاث، تعلِّم هي بأحد هذه الصفوف، وعهدت بالصفين الآخرين لابنتيها، وسجّل 20 تلميذا أسمائهم فباشرت المدرسة عندها، لكن الأمر لم يكن سهلا، ففي الأيام الأولى واجهت المدرسة المتعصّبين الدينيين، حتى أنّ أحد رجال الدين في شاه عبد العظيم ذهب فوق المنبر وصاح: (ينبغي أن نبكي على هذا البلد، لأنّه تم افتتاح مدرسة للإناث فيه) وأجهش الناس  بالبكاء.

في حيّ بي بي خانم، نشر شخص يدعى سيّد علي شوشتري ورقة كتب فيها: (إنّ مدرسة الإناث التي افتتحتها بي بي خانم هذه المرأة المفسِدة في الدين، يجتمع فيها الفنانون ويعزفون التار).

وكانت فتوى تكفير بي بي خانم تباع بـ 1 شاهي (يساوي خمسين دينارا في تلك الحقبة) لتحريك الأوباش للتهجم على المدرسة، وللحفاظ على مدرستها ذهبت بي بي خانم إلى وزير المعارف، لكنّه قال أنّه لا يستطيع عمل شيء حيال ذلك، بي بي خانم أجابته: (أنا امرأة مهيضة الجناح وأدافع عن مدرستي، كيف أنت وزير في هذه البلاد ولا تستطيع إدارته؟ قال الوزير: لا أستطيع الوقوف في وجه رجال الدين).

هو فقط اقترح: (اكتبي على يافطة المدرسة، أنّ هذه المدرسة تستقبل فقط البنات من عمر الرابعة وحتى السادسة. وأخرجي من هم أكبر سنّا، لأنّ شوشتري يقول أنّ “الإناث” تأتي بمعنى البالغة منهنّ؛ والبالغة تعني تحريك الشهوة). أنزلت بي بي خانم اليافطة بغضب، وكتبت تلك العبارة على ورقة وألصقتها بها، وقالت للفتيات الباكيات الأكبر سنّا اللاتي لم يردن ترك الدراسة: (اذهبوا الآن حتى تخفّ الضوضاء، وبعدها تعالوا مرة أخرى للدراسة).[12] بهذه الطريقة استطاعت بي بي خانم أستر آبادي أن تخلّص مدرستها وتحفظها فكتبت (تعليم وتربية) وكذلك فتحت المجال أمام مدارس البنات الأخرى.

برورش/ التربية هي أول مدرسة إناث بإدارة طوبي رشديه، حيث افتتحت في 1903 ولم تدم هذه المدرسة لأكثر من ثلاثة أيام، حتى قام المعارضون لتعليم المرأة في اليوم الرابع بإنزال يافطة هذه المدرسة التي لم يكن فيها سوى 17 تلميذا.[13]

من المؤسّسين الآخرين لمدارس البنات أيضا ماهرخ كوهر ‌شناس،[14] مؤسّسة مدرسة نهوض الفتيات، مريم عميد[15] مؤسّسة مدرسة دار العلم وصناعة الفنون وصديقة دولت آبادي[16] مؤسّسة مدرسة مكتبة الشريعة، والتي لم تكن معرّضة للتهديد والاعتقال من قبل القوى المذهبية المعارضة لتعليم النساء وقوى الدولة، تماشيا مع هوى المعارضين المذهبيين.

وعلى الرغم من هذه العقبات، فقد كانت هناك 2500 فتاة على الأقلّ يدرسن في 63 مدرسة للبنات في طهران، وذلك بحلول 1913، وكانت الفتيات في الصف السابع من طلاب مدارس طهران.[17]

الأنشطة العلنية للجمعيات النسوية بعد الثورة الدستورية الثانية

بعد الثورة الدستورية الثانية 1909م، صارت النساء وبعضهنّ فاعلات في الثورة الوطنية الدستورية، وبعضهنّ في الجمعيات النسائية التي كانت تعمل في السرّ، في هذه المرحلة أكثر نشاطا، سعت وراء الأهداف السياسية والوطنية؛ مثل معارضة الاقتراض الأجنبي ودعم الإنتاج المحلّي.

أما منظمات مثل جمعية المحافظات الوطنيات فأضافت إلى جانب هذه الأهداف (مطالب المرأة السياسية والاجتماعية)تشكّلت جمعية المحافظات الوطنيات من قبل 60 امرأة من الدستوريات الناشطات في حقوق المرأة، معظمهنّ من عائلات بارزة من الناشطين الدستوريين والعلماء ورجال الدين والأعيان والأشراف، وكان من بين الأعضاء المعروفين في هذه الجمعية: صديقة دولت آبادي، ماهرخ كوهرشناس، درة المعالي، آغا شهازاده أمين، عفت الملوك خواجة نوري، وهما محمودي[18]

والجهود الرامية إلى تعزيز مدارس البنات وتعليم القراءة والكتابة لكبار السنّ كانت من البرامج الرئيسية للجمعية، وفي هذا المجال أسّسوا مدرسة داخلية للتلاميذ الفقراء والمعدمين، حيث كان هناك 100 فتاة يتعلّمن، وكذلك تنظيم تظاهرات احتجاجية لآلاف النساء وهن يرتدين الأكفان ردا على الإنذار الروسي[19] وإرسال رسالة إلى البرلمان حول تأجيل اعتماد الدستور، هذه من بعض الأنشطة الأخرى لهذه الجمعية.[20]حلقات نقاش وحوارات المرأة والتي كانت تُعقد سرّا في البداية صارت علنية في تلك السنوات.

نشرت بي بي خانم بيانا في صحيفة إيران الجديدة في عام 1909[21] ودعت فيه السيدات الوطنيات إلى الاجتماع كلّ جمعة في منزلها، لتقديم وجهات النظر حول القضايا السياسيّة والاجتماعيّة.

لم تقتصر هذه المجموعة المسماة بـ النادي النسائي الوطني على المناقشات السياسية والاجتماعية، وشكّل أعضاؤها جمعية أيتام بهدف توفير فرص التعليم للأيتام في 22 أبريل 1910.[22]

المنشورات الأولى للمرأة: سجل حياة المرأة ومنصة للمساواة في الحقوق

مع الظهور العلني للجمعيات النسائية وظهور مدارس البنات، اتخذت النساء خطوتهن التالية وأصدرن مجلات خاصة بالنساء، لكن قضايا وحقوق المرأة كانت قد ظهرت في الصحافة قبل ذلك بعدة سنوات.

في البداية كان أغلب من يكتبون مقالات في الدفاع عن تعلم المرأة وحماية مدارس البنات والجمعيات النسائية هم من المثقفين والدستوريين.[23] لكن شيئا فشيئا وخاصة بعد الثورة الدستورية الثانية (1909-1911) ارتفع عدد منشورات النساء في صحف مثل إيران الجديدة ونداء الوطن وارتفع معه صوتهن، كما قام رؤساء تحرير الصحف المقرّبون من الثوار الدستوريين بإفراد صفحات خاصة لكاتبات نساء[24] وبين عامي 1903-1915 كان هناك بحدود 30 امرأة تكتب في الصحافة الإيرانية.[25]

في العدد 70 من جريدة (نداء الوطن) العام 1903 كتبت إحدى هؤلاء النساء: (حتى وإن كان القدر خلقنا نساء وناقصات عقل كما يقول الرجال، وغير محسوبات على الجنس البشري، ولسنا نعمة آبائنا الذين لم يكونوا مثاليين، لكن الحمقى موجودون في كلّ طبقة، واليوم ليس بخاف على أحد أنّ لكلّ أرملة حقّ في هذا المجلس، اليوم نطالب بحقوقنا…أكتفي بهذا القدر، وتستطيع المرأة فعل ما تريد.[26]

مع بدء صدور المطبوعات الخاصة بالمرأة، مع رئيسات تحرير ومديرات وصحفيات من النساء، صار صوت المرأة مسموعا أكثر وأعلى من ذي قبل.

المعرفة، أول مطبوعة نسائية 1910 لصاحبة الامتياز ومديرتها سمية كحالي جديد الإسلام همذاني، وكانت تنشر على شكل أسبوعية من ثمان صفحات، لم تكن تسعى صراحة إلى مساواة حقوق المرأة.[27] لكن إلى جانب موضوعات (القضايا الاجتماعية، والتدبير المنزلي، وتربية الأطفال، والحياة الزوجية) تم طرح موضوعات مثل تعليم البنات، وضرورة تغيير موقع وموضع المرأة في المجتمع والعائلة.

على سبيل المثال، فـ المعرفة في قصة (المذنّب) المترجمة عن الإنكليزية تضمنت طقوس الزواج الذي كان مختلفا عن الزيجات الإيرانية في ذلك الوقت. ونشرت هذه المجلة أيضا في عمود بعنوان (التدبير المنزلي) خطابا موجها إلى الرجال، فيه توضيح لبعض النقاط المتعلّقة بمراعاة حقوق المرأة وبلغة محافظة: (هل من العدل والإنصاف أن تلقي بطوق طاعتك حول عنق المرأة المسكينة، هل تعتبرها مجرّد جارية، وتتحكّم بهذه المسكينة وتتأمّر عليها؟ لا الله راض بذلك ولا الأولياء).[28]

مجلة زهرة، التي كانت تنشر أيضا 1913 بإدارة ورئاسة تحرير مريم عميد مزين السلطنة[29]، في البداية كان لديها طريقة للمعرفة، شكوفه/ زهرة خطت لنفسها شكلا تعريفيا: (صحيفة تهتم بالأخلاق، الأدب، حماية الأطفال، التدبير المنزلي، تربية الأطفال، تربية المراهقات على الاستقامة وتقويم أخلاق النساء، العائدة لمدارس البنات).

لكن هذه المجلة نظرت أيضا في قضايا مثل معارضة الزواج المبكر، كما أنّ (شكوفه) وبعد مرور ثلاث سنوات على صدورها عملت على موضوعات سياسية كالاستقلال الوطني، والنضال ضدّ التدخّل الأجنبي، ومقاطعة البضائع الأجنبية، وتعزيز المنسوجات الوطنية، ومسؤوليات المرأة فيما يتعلّق بهذه القضايا.

في الشروط لم يكن للمرأة أي حقّ ومحرومة من المشاركة السياسية، ونشرت هذه المجلة قائمة المرشحين للولاية الثانية للبرلمان من وجهة نظرهم، ولأجل ذلك تم توقيفها لمدة قصيرة، بسبب التدخل في السياسة.[30]

واستمرت ذات الطريقة والشكل المتبعة في شكوفه أيضا في مجلة عالم المرأة[31]، هذه المطبوعة لصاحبة الامتياز رباب نواب صفوي، كانت تنشر في إيران برعاية جمعية خريجي مدرسة البنات الأمريكية.

عالم المرأة التي صدرت 1920 ولاثني عشرة سنة متتالية، كانت قد أعلنت أهدافها (التعاون للنهوض وتعزيز تقدّم المرأة، وتشجيع المرأة لخدمة الوطن والعائلة وحسن إدارة شؤون التربية)، ولم تتناول بشكل مباشر وصريح مطالب المرأة بشأن التغيير، لكن مع نشر مقالات عن إصلاح المكانة الاجتماعية للمرأة وترجمة أخبار نهوض المرأة ودورها في أماكن مختلفة من العالم، فتحت طاقة جديدة باتجاه التغيير في وضع المرأة في مجتمع إيران في ذاك الوقت.

وكانت المطبوعات النسائية في ذلك الوقت، على الرغم من عددها المحدود وقصر عمر صدورها، فضلا عن أميّة معظم النساء الإيرانيات، قادرة على العمل واستقطاب سعوا إلى تحسين وضع المرأة في البلاد.

غالبا ما كانت هذه المطبوعات تنتهج مقاربة تقليدية ومحافظة في تناول وضع المرأة، لكنها بالرغم من ذلك استطاعت تصوير واقع المرأة الإيرانية ومطالباتها في تلك المرحلة.[32]

الجمعيات والمطبوعات الأكثر راديكالية ونسوية

منذ العام 1914 وما بعده، صرنا نشهد أنشطة الجمعيات والمطبوعات بصورة أوضح وبراديكالية واضحة فيما يتعلّق بحقوق المرأة، بما في ذلك المطالبات برفع الحجاب، واستقلال المرأة الاقتصادي، ومنع زواج الفتيات دون سن الخامسة عشرة، وحرية المرأة.

شهناز آزاد وزوجها أبو القاسم آزاد كانوا من بين الناشطين في هذه المرحلة من خلال تأسيس تجمّع النساء والسيدات الإيرانيات في عام 1914 حيث أنّ جدول أعمالهم ضم صراحة الدفاع عن حقوق المرأة. ورد في أهداف هذه التجمّع : (لأنّ إيران ومن كلّ الجهات تحترق بنار الجهل، يجب أن يبتدأ التعليم من الأمهات).

ورد في مذكرة هذا المنتدى: (بما أن إيران تكوى بنار الجهل والأمية في شتى الأنحاء، لذا يجب أن يبدأ التعليم من الأمهات، وجميع الجرائم العائلية والاقتصادية والأدبية والاجتماعية وحتى السياسية في إيران تشكل عائقاً أمام المرأة لدخول المجتمعات، لذا تم تأسيس تجمع النساء والسيدات منذ عام 1914 وحتى الآن عام 1925، وتتوجه إلى طهران والمناطق والولايات الأخرى ويتوجه بهذه المواضيع الحياتية الحيوية… ).[33]

كما نشرت شهناز آزاد أيضا مجلة نامه ى بانوان/ رسالة السيدات[34] بطهران في عام 1920، ولم تتجاوز بعد 19 عاما، المجلة التي لم تكن تنشر سوى كتابات النساء، وبكتابة تقول أنّ (هذه المجلة لإيقاظ وخلاص المرأة الضعيفة ومظلومي إيران) حيث كان الخط والنهج النسوي واضحا منذ البداية.

بعد نشر رسالة للسيدات بأحد عشر شهرا توقّفت لأسباب مادية، بعد ذلك قامت شهناز آزاد وأبو القاسم آزاد في عام 1923 بإعلان تجمّع نزع الحجاب حيث عملت كمصداقية لعملها على معارضة العلاقة مع الحجاب، لكن هذا التجمّع لم يدم أكثر من سنة واحدة، لأنّ أنشطة مناهضة الحجاب في تلك السنوات كانت تعتبر من الخطوط الحمر لدى الحكومة، وإعلان هذا التجمّع أدّى إلى اعتقال ونفي أبو القاسم آزاد وتوقيف تجمّع نزع الحجاب.[35]

لكن أبو القاسم آزاد الذي وقف نفسه على النهوض بالمرأة، لم ييأس وفي شباط/ يناير 1925 شكّل جمعيت همدلان.

(المجاهدة والتضحية التامة لزيادة الجمعيات الفاعلة وتهيئة وتوفير كافة وسائل الحرية لحقوق النساء الإيرانيات) كان البند الأول من برنامج وأهداف هذه الجمعية. وشهناز وأبو القاسم آزاد، فخر آفاق بارسا، نصرت مشيري، وعصمت الملوك شريفي من أعضاء جمعية نسوان وطن خواه/ نساء وطنيات، من جملة ثمانية أشخاص وجد توقيعهم أسفل برنامج هذه الجمعية.[36]

في ذات المرحلة التي كانت فيها صديقة دولت آبادي،[37] من أكثر الناشطات النسائيات تأثيرا، أقدمت على إعلان مجلة زبان زنان/ لسان حال المرأة.[38]

أولى أعداد لسان حال المرأة يمكن اعتبارها أول منشور نسوي في إيران ، ونشرت في عام 1919 بأصفهان، الصحفيات في لسان حال المرأة[39] ومنذ البداية قاموا بجدية بحماية استقلال المرأة الاقتصادي[40] وكتبن حول المساواة ما بين المرأة والرجل وحق الانتخاب[41] وكتبن بصراحة حول معارضة الحجاب[42] وفي ذات الوقت أظهروا العلاقة مع المسائل السياسية وراهن المجتمع.

والحال كذلك، فإنّ لسان حال المرأة لم تكن مخصّصة فقط لدعوة مساواة المرأة، بل كانت تهتم بأشكال التدبير المنزلي والتربية الحديثة للأطفال والحياة الزوجية، وكان لها أعمدة مخصّصة في المجلة.

نوشين أحمدي خراساني تعبّر بقولها عن حركة المرأة في الحقبة الدستورية أنّها كانت (إدماج المرأة في مشروع الحداثة والتجديد)، وتوضّح أنّ النسويات الأوائل كانوا يحاولون خلق صورة للمرأة بعنوان (أم متعلّمة وشريكة حياة الرجل)، والارتقاء بدور المرأة من أم تنجب بقصد استمرار النسل، إلى دور الأم المسؤولة عن تربيت الأطفال وإدارة المنزل.[43]

هذه الصورة الجديدة التي يتم الترويج لها في بعض مطبوعات النساء يمكنها أن تعزّز على نطاق واسع مشاركة النساء بفرص أكبر على قدم المساواة في التعليم والمشاركة السياسية والاجتماعية في المجتمع وحتى أمام النساء أنفسهنّ، وتقوم بداعية موجّهة.

لسان حال المرأة على الرغم من أنّها ظلّت تنشر حتى 1944، إلا أنّها تعرّضت في السنوات العشرين هذه لفترات توقّف وتوقيف.[44] وقبل نشر لسان حال المرأة بفترة قليلة كانت صديقة دولت آبادي قد أسّست شركة سيدات أصفهان أيضا في العام 1918.

هي أعدت ثلاث مصانع للحياكة في كلّ من أصفهان ويزد وكرمان، بشكل تعاوني وبرأس مال نسائي، وجميع عمالها نساء، سعيا لتأمين الاستقلال الاقتصادي للنساء، وإلى جانب هذه الأنشطة التي تبدو اقتصادية، سعت إلى منع زواج الفتيات دون سنّ الخامسة عشرة واطلاع النساء عليه أيضا.[45]

بعد انتقالها إلى طهران في سنة 1921 أسست شركة تجارب السيدات والتي هي استمرار لأهداف شركة سيدات أصفهان في هذه المدينة، وكانت الفتيات تحت غطاء شركة تجارب السيدات يقضون نصف يومهم يتعلّمون في ست صفوف تابعة لهذه الجمعية وفي نصف اليوم الآخر يعملن.

الأعضاء الأوائل في هذه الشركة[46] قدمن رأس المال الأولي من مالهنّ الخاص.[47]

وقد أشار ضياء أشرف نصر (أمين المجلس الأعلى للمرأة) إلى أنّ صديقة دولة آبادي قامت في هذه السنوات بعقد محاضرات لمعلّمي المدارس: (كانت سيدة ذات لباقة وقوام مميّز ووقورة وعطوفة، أما عن ملبسها فكانت تضع على رأسها طرحة، وحين تخرج تضع خمارا، لا أعرف، لكنه كان لباسا طويلا يغطي جسدها، جميلة وحسنة الهندام.

مرّت بعض الكلمات من محاضرتها على مسمعي، من سطح البيت الذي كنا جالسين فوقه (هذه الندوة كانت في فناء الدار) سقطت رمّانة كبيرة على كرّاسة السيدة، وتناثرت حباتها على الطاولة ووجه ولباس وكرّاسة السيدة دولت آبادي، كلنا خفنا، لكن السيدة ودون أن يتغيّر لونها، قالت: لا، نحن نواصل محاضرتنا.

أنت ترى أنّه وفي ذلك الوقت، كانت النساء كلهنّ ربات بيوت ويربون الأطفال ويتدبرون أمور المنزل. خارج المنزل لم يحصلن على وظيفة، باستثناء النساء اللاتي تعلمن في المدارس. في هذه الندوة، تحدّثت السيدة آبادي عن وضع المرأة في الخارج:

حقّقت النساء الكثير من التقدّم، وصارت تستطيع أن تتبوّء وظائف كالرجال، أن تصير قاضية، وتدير العمل، وتصير مندوبة في البرلمان.[48]

في الواقع، كانت صديقة دولت آبادي مثالا للناشطات النساء اللاتي كنّ يحاربن على عدة جبهات بآن واحد، فسعين إلى تأسيس جمعيات ومنظمات نسائية من ناحية، ومن ناحية أخرى إلى تأسيس وإنشاء مدارس تعليم البنات، وإلى جانب هذه الأمور إصدار مطبوعات نسائية.

تواصلت طريقة العمل هذه في الحركة النسوية، والجمعيات النسائية الأخرى مثل پیک سعادت نسوان/ ساعي سعادة النساء وجمعیت نسوان وطن‌خواه/ جمعية النساء الوطنيات بالتزامن مع سعيها إلى تحقيق أهدافها التي حددتها لنفسها، وتعليم النساء، ووضعتها في نظامها الداخلي وجدول العمل الخاصة بهم.

كانت الجهود المبذولة في تعليم النساء كبار السنّ بنموذج صفوف لكبار السنّ وتعليمهن الحرف اليدوية من أجل تحقيق الاستقلال الاقتصادي، والذي كانت صديقة دولت آبادي تسعى إليه دوما، يشكل إرثا آخر للحركة النسائية، والذي استمرّ حتى السبعينيات والثمانينيات، ومن “منظمات النساء” إلى مجموعات النساء القريبة إلى الأحزاب السياسية اليسارية.

من أولى الجمعيات النسائية التي تحمل سمات يسارية كانت ساعي سعادة النساء؛ هذه الجمعية تأسّست عام 1921 في مدينة رشت، من قبل روشنك نوعدوست، جمیلة صديقي، سکینة شبرنك، وأورانوس باریاب، من أجل ضمان حقوق المرأة السياسية والاجتماعية، وكان من بين أنشطة هذه الجمعية عقد أول يوم عالمي للمرأة في 8 مارس/ آذار، وكذلك نشر مجلة ساعي سعادة النساء في سنوات حكم بهلوي.[49]

جمعية نساء إيران الوطنيات “وهي الرابطة النسائية الأكثر تأثريا ونسوية في الحقبة الدستورية، أسّست من قبل نساء ذات ميول يسارية.[50] وكان المؤسّس الرئيسي لهذه الجمعية محترم إسكندري التي قالت صديقة دولت آبادي في رثائها أنّها (فتاة إيران الشجاعة) ووصفت فقدها (بالمصيبة الكبيرة).

نور الهدی منكنة أحد مؤسّسات هذه الجمعية تروي كيفية تأسيس هذه الجمعية: (كانت جمعية النساء الوطنيات تتألف من نساء تقدّميات وتشكلت في العام 1922، لقد كان هناك مجموعة من النساء المستعدّات لبناء التقدّم والحرية والرقي وتحسين وضع وواقع المرأة بشكل عام).

وتظهر الصورة الشهيرة لأعضاء هذه الجمعية نور الهدی منكنة، ملوك إسکندري، نصرت مشیري، عصمت‌ الملوك شریفي، فخر‌عظمي أرغون، هایدة أفشار، قدسیة مشیري، وصفیة إسکندري من جملة أعضاء الهيئة الإدارية في هذه الجمعية.

كانت محترم إسكندري رئيسة الهيئة الإدارية وبعد وفاتها في العام 1924 تولّت مستورة أفشار هذه المسؤولية، أيضا انضمت فخر آفاق بارسا[51] رئيسة تحرير مجلة جهان زنان/ عالم المرأة[52] والتي تم توقيف مجلتها بعد العدد الخامس 1921 بسبب كتابتها حول حقوق المرأة ونفيها لمدينة أراك.

كتبت سيمين بهبهاني الشاعرة المعروفة والناشطة في حقوق المرأة والتي هي ابنة فخر عظمي أرغون (أحد مؤسّسات هذه الجمعية) في مذكراتها أنّ أعضاء هذه الجمعية (اتخذن منزلا كبيرا بباحة وغرف متعددة وقمن بتعليم النساء الأميات فيه في البداية).

كنت صغيرة، وأذهب أحيانا للعب في تذلك الفناء، وكنت أرى النساء كبار السن يأتين ويتعلّمن الدروس وكانت تقام محاضرة واحدة في الأسبوع. سعید نفیسي، ملك ‌الشعراء بهار، ورشید یاسمي، فيقولون بطريقة قصصية مشوقة عن حقوق المرأة، كانوا يقولون للنساء ما هي حقوقهنّ وما هو واقعهنّ، ويجب أن يعرفن أنّه ومع تنمية الأطفال وتربيتهم على الأمهات أن يتعلمن لتكوين اطفال ذوي معرفة.[53]

إعداد صفوف خاصة لمحو الأمية للكبار كان من الأفكار الرئيسة لهذه الجمعية، وكان الأعضاء ينوون تمويل هذه الصفوف من خلال بيع تذاكر المسرح.

هذا المسرح كان أول مسرح نسائي في إيران ، ويتكأ على قصة آدم وحواء ومن كتابة ميرزاده عشقي ومن إخراج مدام وارتو تريان أول امرأة ممثلة في إيران في فناء الدار الخاص لـ نور الهدى منكنة، لكن وقبل بدء الفصل الثاني جاء الأمن إلى المنزل وقالوا أنّ هناك شكوى ضدّ الحجاب.

لم يكن من السهل عقد اجتماعات لهذا الحشد. كتبت نور الدين منكنة في مذكراتها (إنّ جلسات الهيأة الإدارية لجمعية النساء الوطنيات كانت تعقد لمرة واحدة في الأسبوع، وكانت جلسات متنقّلة، كل أسبوع في منزل أحد السيدات. في الأسبوع الذي كنا فيه بمنزل بديع الزمان شجاعي…فجأة تناهى إلى سمعي صوت.

جاءت الخادمة وقالت أنّ جمعا من أوباش شارع إسماعيل بزاز يقفون أمام الفناء ومعهم العصي والحجارة، ويبدو أنّهم بانتظار خروج السيدات، ليضربوهنّ بهذه العصي والحجارة، ولأنّ هذا المنزل كان به باب آخر، هربنا واحدة تلو الأخرى في الزقاق.[54]

مع كلّ الضغوط فإنّ أعضاء جمعية النساء الوطنيات كنّ يتحدثن بحرارة حول حقوق المرأة وتشويقهن على المطالبة بهذه الحقوق في كلّ مكان تتواجد فيه النساء، في الضيافة والمناسبات المدرسية.[55]

استمرت مطبوعة جمعية النساء الوطنيات بإدارة ملوك إسكندري حتى عام 1926، تجمّع في ميدان توبخانه وأحرقوا الكتاب الساخر مكر زنان/ مكر النساء في مارس/ آذار 1921، شاركوا في مؤتمر نساء الشرق في طهران 1932، وأرسلت صديقة دولت آبادي للمشاركة في (المؤتمر الدولي لحق المرأة في الانتخابات) بباريس وكانت من جملة أنشطة هذه الجمعية.

الترويج للنسيج الوطني، والتعاون مع منظمات الدفاع عن حقوق المرأة في البلدان الأخرى، وتقديم مشروع قانون إلى الجمعية الوطنية لتحسين الظروف المعيشية للمرأة، كانت هذه من الأنشطة الأخرى لهذه الجمعية.[56]

تم إغلاق هذه الجمعية في عام 1933 بعد حملة قمع الجمعيات والمطبوعات المستقلّة من جانب رضا شاه، وعدم حماية القوات المسلّحة لهم من هجمات المتعصبين.

انضمام آلاف النساء إلى 26 جمعية نسائية

في بعض الحالات كانت الجمعيات النسائية على اتصال مع بعضها البعض وتبادلت وجهات النظر؛ فعلى سبيل المثال هناك أدلة على خطابات من إدارة جمعية المحافظات الوطنيات إلى جمعية النساء الوطنيات.[57]

كذلك، كانت بعض الناشطات النساء أعضاء في العديد من الجمعيات النسائية بذات الوقت، أو عملن لفترات مختلفة مع العديد من الجمعيات، وغالبا ما كانت أعضاء هذه الجمعيات من الطبقة الوسطى أو طبقات أعلى، ونساء من الطبقة الحاكمة، بالإضافة إلى نساء من أسر رجال الدين البارزين.

على الرغم من عدم توافر معلومات دقيقة حول أعضاء هذه الجمعيات والمشاركين في برامجها، إلا أنّنا نعلم أنّ مثل هذه الأنشطة النسوية في إيران لم تكن عامة في تلك المرحلة، لكن هذا لا يعني أنّ أعضاء هذه الجمعيات اقتصر على عدد من المتعلّمات وطبقة النخبة.

على سبيل المثال فإنّ الجمعية التي أسستها مريم عميد، ومطبوعة شكوفة الناطقة باسمها كانت تضم 5 آلاف عضو.[58] جمعية النساء والسيدات الإيرانيات كانت أكثر من ثلاثة آلاف عضو[59] ووصل تعداد مؤسّسي جمعية المحافظات الوطنيات إلى ستين عضوا[60] وفي المحاضرات الأسبوعية  لـ جمعية النساء الوطنيات كان يتم إرسال 200 إلى 300 بطاقة دعوة.[61]

وفي ربيع عام 1910 شاركت 500 امرأة في عرض بحديقة أتابك، لتأمين تمويل لمدارس البنات وعيادات تطبيب النساء.[62]

تُظهر دراسة منشورة عن المرحلة الدستورية أنّ هناك ما لا يقلّ عن 25 جمعية نسائية تم تأسيسها ما بين عامي 1906- 1925 إضافة إلى الجمعيات الأربعة عشرة المشار إليها أعلاه وهناك معلومات موثقة ومفصّلة حولها، وهناك أيضا معلومات مختصرة عن 11 جمعية أخرى.

تشير جانت آفاري في بحثها إلى جمعية تدعى هيئة نساء أصفهان أقامت مظاهرات في المدينة.[63]

تركت محترم إسكندري وثائق تشير إلى عضويتها في جمعية باسم جمعية النساء التقدميات التي نشطت في 1922 رسائل جمهور النساء من قزوين وسنكلج التي وصلت إلى منشورات ومطبوعات طهران دليل على تشكيل جمعيات نسائية في هذه المدن.

أيضا تُظهر رسالة مجموعة من النساء في عشق آباد الروسية أنّ جمعية نسائية إيرانية كانت نشطة في تلك المدينة، وكانت تلك النساء اللاتي أردن تعلّم مهن مثل طب الأسنان والجراحة النسائية وقابلات نساء.[64]

بالإضافة إلى ذلك، تشير بعض الدراسات إلى أنشطة جمعية همت خواتين/ جمعية إرادة السيدات والتي تأسّست 1915 بهدف (ترويج النتاج المحلّي) و(النهوض بالصناعات والمشغولات اليدوية للنساء وطالبات المدارس)، وتشير إلى مكان إقامة عدد كبير من مدراء ومعلمي مدارس البنات، بمن فيهم صديقة دولت أبادي ومريم عميد.[65]

بالإضافة إلى ذلك فهناك جمعية نساء تبريز وجمعية السيدات الإيرانيات الخيرية وجمعية العفة النسائية، ورابطة المرأة وهيئة السيدات المركزية، وجمعيات أخرى ذكرت أسماؤها في مصادر مختلفة، لكن لا معلومات تفصيلية متوفرة حولها.

الاحتجاج على خضوع المرأة، وطرق مشاركة الجمعيات النسائية

لم تستطع أيّ من هذه الجمعيات الاستمرار، لكنها استطاعت عبر مجموعة مطبوعات ومدارس تعليم النساء رفع أصوتهن للاحتجاج على عدم المساواة بين الجنسين في إيران ، ومعظم الجمعيات توجّهت في البداية نحو أهداف وطنية، مثل مقاطعة البضائع الأجنبية وتشجيع إنتاج واستهلاك الأقمشة محلية الصنع، ولكنّها كانت تتحرّك صوب أجندات قضايا المرأة.[66]

وبدأ التركيز على قضايا المرأة في هذه الجمعيات مع مطالباتهن بوصول المرأة إلى القطاع الصحي والاستقلال الاقتصادي للمرأة ومساعدة الغير، ثم في المرحلة التالية تناولت القضايا المتعلّقة بتعليم النساء وحقوق المرأة.

كانت الجمعيات النسائية في الحقبة الدستورية خالية من الأهداف النسوية أو القومية أو الجندرية، لكنها كانت الشكل التنظيمي لأنشطة النساء الإيرانيات لتغيير وضعهنّ.

وكما تقول إليز ساناساریان فإنّ جميع هذه الجمعيات في تلك الحقبة كانت معترضة على خضوع النساء على اختلاف هذه الجمعيات وطرقها المختلفة لإحداث تغيير في وضع المرأة.[67]

ومن بين هذه الجمعيات الخمس والعشرين فإنّ جمعيتي النساء الوطنيات وجمعية ساعي سعادة النساء هما جمعيتان اللتان تابعتا نشاطهما حتى بداية حكم بهلوي، لكن ليس هناك أدلة في متناول اليد عن استمرار عمل الجمعيات النسائية الأخرى وأنشطتها التي تشكلت في الحقبة الدستورية.

ومع ذلك استمرّ بعض أعضاء الجمعيات التي لم تواصل نشاطها عن طريق إنشاء جمعيات جديدة أو الانضمام إلى جمعيات أخرى في أنشطتهم في مجال حقوق المرأة.

بالمحصلة لم تستمر أيّ من هذه الجمعيات، ولم يتمكنوا من القيام بالخطوة التالية بعد أن اكتسبوا خبرة في التنظيم والتجربة اللازمة في تلبية مطالباتهنّ، لكنهم نجحوا في إقامة شبكة من مدارس البنات وتعليم النساء ومجموعة مجلات نسائية لرفع أصواتهن للاحتجاج على عدم المساواة بين الجنسين في إيران ، على الأقل طرح مطالبات النساء، مطالبات الجيل اللاحق من الناشطات النساء، والعديد من هذه المطالبات لا يزال على قائمة مطالب المرأة الإيرانية.

المصدر


[1] روشنک منصور، «چهرهی زن در جراید مشروطیت»، فصل‌نامه‌ی نیمهی دیگر، سال اول، شماره‌ی اول، بهار ۱۳۶۳، صص. ۱۱-۳۰.

[2] تاج‌السلطنه، خاطرات تاج‌السلطنه، به کوشش منصوره اتحادیه، نشر تاریخ ایران، تهران، ۱۳۷۱، چاپ سوم، صص. 99-98.

[3] الیز ساناساریان، جنبش حقوق زنان در ایران، طغیان، افول، و سرکوب از ۱۲۸۰ تا انقلاب ۵۷، ترجمه‌ی نوشین احمدی خراسانی، ۱۳۸۴، تهران، نشر اختران، ص. ۳۹.

[4] ناهید یگانه، «جنبش زنان در ایران»، فصل‌نامه‌ی نیمهی دیگر، سال اول، شماره‌ی دوم، پاییز ۱۳۶۳، صص. ۷-۲۸.

[5] برای مطالعه‌ی بیشتر در این زمینه، نگاه کنید به: سهیلا وحدتی، «معمای رد پای طاهره در تاریخ زنان»، وبسایت ایران امروز، ۲۶ سپتامبر ۲۰۹، قابل دسترس در این‌جا.

[6] ژانت آفاری، «تاملی در تفکر اجتماعی-سیاسی زنان در انقلاب مشروطه»، فصل‌نامه‌ی نیمهی دیگر، شماره‌ی ۱۷، زمستان ۱۳۷۱، صص. ۷-۲۸.

[7] ژانت آفاری، انقلاب مشروطه در ایران، ترجمهی رضا رضایی، ۱۳۸۵ چاپ سوم، تهران، نشر بیستون، صص. ۵-۲۴۴.

[8] همان، صص. ۲۳۳-۲۷۴.

[9] روزنامه‌ی ندای وطن، سال اول، ۲۳ شعبان ۱۳۲۵ قمری. شماره‌ی ۷۰، به نقل از عبدالحسین ناهید، زنان ایران در جنبش مشروطه، ۱۳۶۸، آلمان غربی، انتشارات نوید.

[10] آفاری، انقلاب مشروطه در ایران، ص. ۲۴۳.

[11] برای مطالعه‌ی بیشتر در این زمینه نگاه کنید به: مریم حسین‌خواه، «بی‌بی خانم استرآبادی، اولین معلم دختران ایران»، روزنامه‌ی اعتماد ملی، ۱۷ مرداد ۱۳۸۵، قابل دسترس در این‌جا.

[12] افضل وزیری و نرجس مهرانگیز ملاح، «بی‌بی‌خانم استرآبادی و خانم افضل وزیری، مادر و دختری از پیشگامان معارف و حقوق زنان»، ویراستاران: محمد توکلی طرقی و افسانه نجم‌آبادی، بهار ۱۳۷۵، انتشارات نگرش و نگارش زن، صص. ۱۵-۷.

[13] شمس‌الدین رشدیه، سوانح عمر، تهران، نشر تاریخ ایران، ۱۳۶۲، ص. ۱۴۸. به نقل از محمد حسین خسروپناه، هدفها و مبارزهی زن ایرانی، از انقلاب مشروطه تا سلطنت پهلوی، ۱۳۸۱، تهران، انتشارات پیام امروز، ص. ۳۰.

[14] برای مطالعه‌ی بیشتر در این زمینه، نگاه کنید به: فرناز سیفی، «ماهرخ گوهرشناس، شورمندی تلاش و مبارزه»، روزنامه‌یسرمایه، ۱۷ مرداد ۱۳۸۵، قابل دسترس در این‌جا.

[15] برای مطالعه‌ی بیشتر در این زمینه، نگاه کنید به: فرناز سیفی، «مریم عمید، چراغی فراراه سوادآموزی دختران»، روزنامه‌یسرمایه، ۱۷ مرداد ۱۳۸۵، قابل دسترس در این‌جا.

[16] برای مطالعه‌ی بیشتر در این زمینه، نگاه کنید به: الهه باقری، «صدیقه دولت‌آبادی: بررسی زندگی‌شناسانه»، فصل‌نامه‌یایران‌نامه، سال ۲۹، شماره‌ی ۱، بهار ۲۰۱۴، صص. ۱۸-۴۷، قابل دسترس در این‌جا.

[17] آفاری، انقلاب مشروطه در ایران، ص. ۲۴۱.

[18] بدرالملوک بامداد، زن ایرانی از انقلاب مشروطیت تا انقلاب سفید، جلد دوم، ۱۳۴۸، تهران، انتشارات ابن‌سینا، صص. ۱۳-۲۲. همچنین: ساناساریان، جنبش حقوق زنان در ایران، ص. ۴۳.

[19] ناهید، زنان ایران در جنبش مشروطه، صص. ۹۷-۱۰۷.

[20] الهه باقری، «انجمن مخدرات وطن؛ میراث فکری شیخ هادی نجمآبادی»، قابل دسترس در این‌جا.

[21] روزنامه‌ی ایران نو، سال ۱، شماره‌ی ۱۵۰، ۲۵ صفر ۱۳۲۸ قمری، ص. ۱، به نقل از خسروپناه، هدف‌ها و مبارزه‌ی زن ایرانی از انقلاب مشروطه تا سلطنت پهلوی، ص. ۱۴۸.

[22] م. پاولیچ، و. تریا  و. س. ایرانسکی، انقلاب مشروطیت ایران و ریشه‌های اجتماعی و اقتصادی آن، ترجمه‌ی م. هوشیار، تهران، انتشارات رودکی، ۱۳۵۷، ص. ۵۲، به نقل از خسروپناه، هدف‌ها و مبارزهی زن ایرانی از انقلاب مشروطه تا سلطنت پهلوی، ص. ۱۴۸.

[23] نگاه کنید به: سیمین کاظمی، «مردان ماندگار در تاریخ جنبش زنان»، مدرسهی فمینیستی، ۱۴ دی ۱۳۹۱، قابل دسترس در این‌جا.

[24] آفاری، انقلاب مشروطه در ایران، صص. ۲۳۳-۲۷۴.

[25] منصور، «چهره‌ی زن در جراید مشروطیت»، صص. ۱۱-۳۰.

[26] شکوفه به انضمام دانش (نخستین نشریه‌های ادواری زنان در ایران)، کتابخانه‌ی ملی جمهوری اسلامی ایران، پاییز ۱۳۷۷، ص. 2.

[27] برای مطالعه‌ی بیشتر در این زمینه، نگاه کنید به: علی کریمیان، «حفظالصحة نسوان و اطفال در آئینه‌ی نخستین نشریه‌ی زنان ایران»، قابل دسترس در این‌جا.

[28] دانش، ۱۸ آبان ۱2۸۹، شماره‌ی ۶، ص. ۸.

[29] برای مطالعه‌ی بیشتر در این زمینه، نگاه کنید به: فرناز سیفی، «مریم عمید، چراغی فراراه سوادآموزی دختران».

[30] برای مطالعه‌ی بیشتر در این زمینه، نگاه کنید به: عبدالحسین نوایی، شکوفه به انضمام دانش: نخستین روزنامه و مجله‌ی زنان در ایران، ۱۳۷۷، تهران، انتشارات سازمان اسناد ملی ایران.

[31] برای مطالعه‌ی بیشتر در این زمینه، نگاه کنید به: الهه باقری و شهنار خواجه، «نشریه‌ی عالم نسوان: با نگاهی به چند سند تاریخی، ۱۴ بهمن ۱۳۹۳، وبسایت بیدارزنی، قابل دسترس در این‌جا.

[32] برای مطالعه‌ی بیشتر در این زمینه، نگاه کنید به: مریم حسین‌خواه، «مشروطه، آغازی برای روزنامه‌نگاری زنان»، وبسایتزنستان، ۱۷ مرداد 1385، قابل دسترس در این‌جا.

[33] برای مطالعه‌ی بیشتر در این زمینه، نگاه کنید به: فروغ عزیزی، «مادران من کیستند: شهناز آزاد (رشدیه)»، ۲۱ خرداد ۹۳، وبسایت بیدارزنی، قابل دسترس در این‌جا.

[34] تمام شماره‌های منتشرشده از نشریه‌ی نامهی بانوان را در وبسایت زنان در دوران قاجار می‌توانید بخوانید. قابل دسترس دراین‌جا.

[35] غلامرضا سلامی و افسانه نجم ‌آبادی، نهضت نسوان شرق، ۱۳۸۴، تهران، انتشارات شیرازه، صص. ۲۸۷-۲۹۶.

[36] اساسنامه‌ی «جمعیت همدلان»، وبسایت زنان در دوران قاجار، قابل دسترس در این‌جا.

[37] برای مطالعه‌ی بیشتر در این زمینه، نگاه کنید به: شهلا اعزازی، «زنان نامرئی در تاریخ»، ۲۰ فروردین ۱۳۸۵، وبسایتزنستان، قابل دسترس در این‌جا.

[38] برای مطالعه‌ی بیشتر در این زمینه، نگاه کنید به: الهه باقری، «زبان زنان، نشریه‌ای متفاوت در روزنامه‌نگاری زنان»، مدرسهی فمینیستی، قابل دسترس در این‌جا.

[39] برخی شماره‌های نشریه‌ی زبان زنان را در وبسایت زنان در دوران قاجار می‌توانید بخوانید. قابل دسترس در این‌جا و این‌جا.

[40] ساناساریان، جنبش حقوق زنان در ایران، ص. ۵۸.

[41] اعزازی، «زنان نامرئی در تاریخ».

[42] ساناساریان، جنبش حقوق زنان در ایران، ص. ۵۹.

[43] نوشین احمدی خراسانی، حجاب و روشنفکران، ناشر: مؤلف، زمستان ۱۳۹۰، تهران، صص. ۲۸-۹.

[44] المرحلة الأولى من نشر زبان زنان/لسان حال المرأة كانت في أيار  1919 وحتى كانون الأول 1920؛ وفي هذه المرحلة كانت تصدر على شكل أسبوعية من صفحة واحدة، وتم توقيفها بناء على القرار 1919. المرحلة الثانية من نشر المجلة كان في سنة 1921 وبعد نشر 11 عددا، وتم إيقافها بعد ذلك بفترة محددة بسبب التضييق عليها من قبل وزارة المعارف، وكذلك سفر صديقة دولت آبادي إلى أوربا، وتوقفت في أواخر 1922، أما المرحلة الثالثة من نشر زبان زنان فبدأت في أيار 1942 بشكل شهري بالصدور بطهران واستمرت حتى سنة 1944.

[45] الهه باقری، «انجمن‌های زنان در دوران مشروطه»، مدرسهی فمینیستی، ۱۴ دی ۱۳۹۱، قابل دسترس در این‌جا.

[46] صدیقه دولت‌آبادی، زهرا اسکندری بیات، افسرالملوک آریانی، خانم عزیزی، خانم درخشنده، و خانم صبا از اعضای اولیه‌ی این شرکت بودند.

[47] باقری، «انجمن‌های زنان در دوران مشروطه».

[48] مهدخت صنعتی و افسانه نجم‌آبادی، صدیقه دولت‌آبادی: نامه‌ها، نوشته‌ها و یادها، جلد سوم، انتشارات نگرش و نگارش زنان، ۱۳۷۷، صص. ۶۰۶-۷.

[49] ناهید، زنان ایران در جنبش مشروطه، ص. ۱۱۳.

[50] ساناساریان، جنبش حقوق زنان در ایران، ص. ۶۳.

[51] فرناز سیفی، «فخرآفاق پارسا، روزنامه‌نگار زن تبعیدی»، روزنامه‌ی سرمایه، ۱۷ مرداد ۸۵، قابل دسترس در این‌جا.

[52] يمكن العثور على خمسة أعداد من مجلة جهان زنان/عالم المرأة، على موقع النساء خلال الفترة القاجارية، وهي متاحة في هذا الرابط.

[53] فرزانه ابراهیم‌زاده، «نگاهی به جمعیت نسوان وطن‌خواه»، ۲۱ اسفند ۱۳۹۵، وبسایت تاریخ ایرانی، قابل دسترس در این‌جا.

[54] نورالهدی منگنه، «سرگذشت یک زن ایرانی، یا شمه‌ای از خاطرات من»، تهران، ۱۳۴۴، به نقل از: ابراهیمزاده، «نگاهی به جمعیت نسوان وطن‌خواه».

[55] بدرالملوک بامداد، زن ایرانی، از انقلاب مشروطه تا انقلاب سفید، جلد ۱، ص. ۴۸، به نقل از خسروپناه، هدف‌ها و مبارزهی زن ایرانی، از انقلاب مشروطه تا سلطنت پهلوی، ص. ۱۸۷.

[56] خسروپناه، هدف‌ها و مبارزهی زن ایرانی، از انقلاب مشروطه تا سلطنت پهلوی، ص. ۱۸۹.

[57] ژانت آفاری، «تأملی در تفکر اجتماعی – سیاسی زنان در انقلاب مشروطه»، نیمهی دیگر، شماره‌ی ۱۷، زمستان ۱۳۷۱، صص. ۷-۲۸.

[58] ساناساریان، جنبش حقوق زنان در ایران، ص. ۵۸.

[59] غلامرضا سلامی و افسانه نجم‌آبادی، نهضت نسوان شرق، انتشارات شیرازی، ۱۳۸۴، ص. ۲۹۲.

[60] باقری، «انجمن‌های زنان در دوران مشروطه».

[61] «خاطرات نورالهدی منگنه»، ص. ۸۷، به نقل از خسروپناه، هدف‌ها و مبارزهی زن ایرانی، از انقلاب مشروطه تا سلطنت پهلوی، ص. ۱۸۶.

[62] آفاری، انقلاب مشروطه در ایران، صص. ۲۳۳-۲۷۴.

[63] اصفهان، ایران نو، ۲۸ دی ۱۲۹۰، شماره‌ی ۱۲۰، ص ۴، به نقل از آفاری، انقلاب مشروطه در ایران، ص. ۲۴۳.

[64] آفاری، «تأملی در تفکر اجتماعی – سیاسی زنان در انقلاب مشروطه» صص. ۷-۲۸.

[65] شیرین احمدی، «انجمن همت خواتین»، روزنامه‌ی اعتماد ملی، ۴ شهریور ۱۳۸۶، قابل دسترس در این‌جا. آیت وکیلیان و غلامرضا عباسزاده سورمی، «نگاهی به انجمن همت خواتین، و نقش آن در مصرف محصولات داخلی»، روزنامه‌ی دنیای اقتصاد، ۴ اسفند ۱۳۹۳، قابل دسترس در این‌جا.

[66] آفاری، «تأملی در تفکر اجتماعی – سیاسی زنان در انقلاب مشروطه»، صص. ۷-۲۸.

[67] ساناساریان، جنبش حقوق زنان در ایران، ص. ۶۳.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.